الحسد مذموم و صاحبه مغموم
قال تعالى ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ))(54)
ذكر فى تفسير أبن كثير يعنى بذلك حسدهم النبى صل الله عليه وسلم على مارزقه من النبوة العظيمه
وذكر فى تفسير القرطبى أن اليهود حسدوا العرب على مآءاتاهم الله من فضله
ام يحسدون الناس على الذى أعطاهم الله و فضل الله به بعضهم على بعض
أيرفضوا قسمه الله تعالى ويريدون أن يبدلوها حسب أهوائهم
لما عدم القناعة بما قسمه الله لك لما النظر فى رزق غيرك لما تصر على مراقبة الناس حتى فى ارزاقهم و البعض يتخطى كلمةالمراقبه الى الحسد
يحسدون الناس لماذا هل هو ضعف فيك و تريد ان يكون نفس الضعف لدى
غيرك
لأنك كسول ولاتعمل تريد الجميع ان يكونون مثلك لماذا لا تجتهد حتى تصل الى ما وصل اليه غيرك اجتهد بقدرما تستطيع ولا تجلس تراقب الناس وتحسب عليهم انفاسهم و تريد ان تزول النعمة عن غيرك
هل لأنك لاترضى بما قسمه الله لك
قل لى بالله عليك ماذا ستستفيد من ذلك أن يصبح الجميع مثلك
هل لا تعجبك قسمه الله تعالى لعباده و تريد سعادتك تغير هذه القسمه
قال أبن مسعود لاتعادوا نعم الله قيل له : ومن يعادى نعم الله ..؟
قال الذين يحسدون الناس على مآءاتاهم الله من فضله . (القرطبى)
قال شاعر
اصبرعلى حسد الحسود........ فان صبرك قاتله
فالنار تاكل بعضها..........ان لم تجد ما تاكله
الحسد :
هو تمنى زوال النعمه عن شخص مستحق لها
فان سعى وراء هذه النعمه حتى يزيلها اصبح باغيا فى الارض
وان تمنى الزوال وهو عاجز عن زوال النعمه فهو مأزور
ولكن اذا كان تقيا وحسد ولكن منعه تقواه و بل و حارب خاطره الذى مر عليه و منعه من الوصول الى سطح الافكار بل و جعله يتوارى فهذا لايريد ان يصرعلى هذه الخواطر ولا يعزم على العمل بها
قال العلماء : الحاسد لايضر اٍلا اٍذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على ايقاع الشر بالمحسود ، فيتبع مساوئه ويطلب عثراته
قال حسن البصرى رحمة الله عليه: ما من آدمى اٍلا وفيه الحسد فمن لم يتجاوز ذلك الى البغى والظلم لم يتبعه منه شىء
اخرج عبد الرزاق مرفوع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال ((ثلاثه لا يسلم منها احد:الطيره و الظن و الحسد قيل فما المخرج يا رسول الله ؟ قال:اذا تطيرت فلا ترجع و اذا ظننت فلا تحقق واذاحسدت فلا تبغ))
واذاحسدت فلا تبغ اىلاتكن باغيا وتحاول ان تنفذ الحسد بكل الوسائل . فمن سعى وراء زوال النعمه فهو باغيا
قال منصور الفقيه
الا قل لمن ظل لى حاسدا ... أتدرى على من أسات الأدب
أسأت على الله فى حكمه ... اٍذا أنت لم ترضى لى ما وهب
أيها الحاسد اٍعلم أنك تسىء الادب مع الله مع واهب النعمه فلا تكن فى غفلة
اتقبل يا اخى الفاضل اٍن كنت مسؤلا عن قسمه شىء ما وأعترض عليك أحد الافراد وقال أنت لاتقسم الحق ووقام وأخذ من هذا وأعطى ذاك ................
ماذا يكون ردك عليه أتدافع عن نفسك أتقول له أنا لاأظلم أحد ومن أنت حتى لاتظلم أنت أنسان خطاء ومع ذلك غضبت ممن وصفك بالظلم أو بأنك أخطأت فى القسمة
وأذا كانت القسمة عندك فى منزلك ووزعت على أولادك أو وزع والدك عليكم هدايا مثلا هل تقف وتقول دى مش من حق على ولابد أن يأخذها حسين
أو تقف وتأخذها بنفسك وترميها بعيدا لأنك لست راضيا عن القسمة
فماذا لوكنت مكان الأب .... نعم ... ماذا تفعل
تكلم ياأخى بصوت مسموع تضربه أم ماذا تفعل معه ....؟
مع أن الذى وزع الهدايا والدك وهو أعلم بكل الأبناء منك
فما بالك يأخى الفاضل أن المقسم هو الله سبحانه وتعالى
من أنت حتى تتجراء على رب العزة
ألاترضيك قسمته وتريد أن تغيرها بحسدك للناس على ماءاتاهم الله من فضله
هل سيحبك من حولك ..؟ هل سيلتفون حولك .....؟
ترى من الذى سيساعدك فى هذا ...؟
تعرف الذى سيفرح بك ويصفق لك لأنك أتبعته بل ويساعدك على تحقيق أحلامك أنه عدوك .. نعم عدوك وعدو كل بنى آدم أعتقد أنك وصلت معى من يكون
هو أبليس
أول الحاسدين لأول الخلق جدنا الأول آدم ، هو الذى حسده فى الجنة وأغواه حتى نفذ حسده ،
وأول الحاسدين فى الأرض أبناء آدم قابيل الذى حسد أخيه على تقربه الى الله وقرر أن يقتله .
والأن تكمل أنت المسيره مكانه وتقوم مكانه وهو يساعدك على ذلك
هل تستطيع أن تقول هذا مسكين وياريت يكون عنده ..... جديده ، هل ينفذ أبليس لك أمنيتك ويأتى بما تمنيت له
اٍنه لايساعدك على فعل الخير ولكن يسارع الى فعل كل شئ ضد جميع بنى آدم ويطير فرحا بمن يساعده على تحقيق أمانيه
فكيف يلبى لك طلب الخير وهو لا يقدر عليه
روى البخارى عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال (لاتباغضوا ، ولاتحاسدوا ، ولاتدابروا )
فلقد نهانا روسولنا صل الله عليه وسلم عن الحسد والنهى واجب لابد من تنفيذه
تذكر أن كل انسان بداخله الحسد
ولكن منهم من ينميه ويلعب به مع الأخرين ويجد فى نفسه متعه وهو يحسد الناس
ومنهم من يحجمه دائما بذكر الله تعالى ويحرص على ألا يتخطى مجرد التفكير للحظه ثم يعود لرشده بسرعه
ويقول ماشــــــاء الله ... لاقوة اٍلا بالله
(الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )
رواه أنس عن النبى صل الله عليه وسلم .
.
.
.
.
.
.
للحديث بقيه