بسم الله الرحمن الرحيم
أم الدحداح الأنصارية تزوجت من الصحابي ثابت بن الدحداح وعاشت معه في رخاء فزوجها يملك بستانين كبيرين يزرعهما وياكل من ثمارهما ويطعم المحتاجين ..
وذات يوم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ قوله تعالى : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون )
فقال أبو الدحداح : يارسول الله أيستقرضنا الله وهو الغني عن القرض ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام : نعم ليدخلكم الجنة ))..
فقال أبو الدحداح : إني أريد أن أقرض ربي قرضاَ يضمن لي به ولزوجتي ولصبيتي الجنة..
و إني أشهدك أن لي حديقتين و لاأملك غيرهما وقد أقرضتهما لله تعالى .
فقال ر رسول الله : اجعل واحدة لمعيشتك ..
فقال أبو الدحداح : فأشهدك أني جعلت أكبرهما وأفضلهما لله وهو بستان به ستمائة نخلة , وأسرع أبو الدحداح إلى البستان و أخبر زوجته وطلب منها أن تغادر البستان هي وأولادها الصغار , فرحت أم الدحداح وقالت : ربح البيع أبا الدحداح بارك الله لك فيما اشتريت وذهبت إلى اولادها لتخرج مافي أفواههم وأيديهم من ثمار هذه الحديقة وتوجهت الى الحديقة الأخرى .....
بوركت ام الدحداح و نعم الزوجة الصالحة المطيعة لزوجها ..
فلم تهدد بالفراق وطلب الطلاق لم تشتكي زوجها للأهل والأقارب .. لم تقل كيف تتبرع بستمائة نخلة كان يكفي التبرع بجزء من الثمار أو التصدق بالحديقة الصغرى حتى نؤمن مستقبل الأولاد..
كل ذلك لم يدر بعقلها فما عند الله خير وابقى ..
رحمك الله يا أم الدحداح وجمعنا الله بك في أعلى الجنان فنعم القدوة الصالحة ..