رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما يؤدى المعنى العام للعنوان اٍلى الشهوة الطبيعية بين الجنسين ، ولكن المقصود هنا الشهوة بمفومها الواسع
والشهوة هى مايود الاٍنسان فعله ويبحث عنه ويقدم على فعله ماأمكنه
ويجد بعد ذلك راحة نفسية بل وجسدية
والشهوة شئ والاٍدمان شئ آخر
فالادمان هو شئ لايبحث عنه ولكنه وضع فى الطريق فأحبه وتعلق به حتى أصبح لايستغنى عنه
أما الشهوة رغبة فى داخل الاٍنسان يولد بها ولكن بنسب متفاوته ولكنها موجودة عند الجميع
فمن الناس ما يجرى وراءها دون تفكير فى العواقب التى ستجنى وستترتب على اٍرضاء نفسه وشهوته
والعاقل الذى يكبح جماحها ويتحكم هو فيها ولايكون عبدا لها بل يكون هو السيد وهى العبد له
وهذا لايتأتى اٍلا اٍذا كان ذو نزعة دينية قوية
قال تعالى : (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ))آل عمران (14)
وهناك شهوة لابد منها يطلبها الجسد حتى تستمر الحياة
وهى شهوة النساء والبنين فلابد من وجود الشهوة حتى يتقرب كل منهما اٍلى الآخر
(يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه) وقوله في الحديث الآخر: "حبّب إليّ النساء والطيب،وجعلت قرة عيني في الصلاة".) تفسير ابن كثير
وهناك الشهوة التى لابد أن يأتى بها لتستمر الحياة مثال ذلك شهوة البطن
فلابد من الطعام حتى يتمكن الاٍنسان من العيش
نعم حتى يتمكن من العيش أى أنه يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل
ألم يحدث لك أنك دخلت المنزل متعب متضور من الجوع ولم تجد الطعام حاضر أى لم يطهى بعد وقالت لك زوجتك بعد ساعة يكون جاهزا
فلم تستطيع الاٍنتظار وذهبت تبحث عن أى شئ تأكله فوجدت بعض الخبز اليابس (القديد) فأخذته وأكلته بنهم حتى تصبرت به على الجوع
ثم قالت لك زوجتك الطعام جاهز هيا الى الطعام
بالله عليك ماذا فعلت وأنت أمامك مالذ وطاب من اللحوم المحمر والمقلى ومااٍلى ذلك من المشهيات
ماذا فعلت هل أقدمت على الطعام وأكلت كما ينبغى أم أن شهوة الطعام قد أخذت حقها من القديد
أعتقد اٍنك أكلت فقط لتطيب خاطر الزوجة التى كدت ووقفت وبذلت الجهد حتى تطيب لك الطعام
أى اٍنك أكلت ولكن بدون شهوة ، فالشهوة قد أجبتها من قبل
وحب شهوة الطعام يترتب عليها اٍحضار المال اللازم حتى تنفذ الرغبة الجامحة من اٍحضار المشهيات والأطعمة التى تشتهيها
وحب المال فى حد ذاته شهوة لاتنتهى أبدا مهما أوتيت من مال
وكما ذكرنا آنفا اٍنك من الممكن أن تتحكم فى الشهوات اٍذا كنت تتحلى بالخلق الطيب والقناعة بما قسم الله لك ولاتمد عينيك الى ماحرم الله وهذا لايكون اٍلا كنت مؤمنا بالله تعالى
والمال من زينة الحياة الدنيا والسعى وراءه مشروع ، وجمعه بالخير مشروع ، ولكن هناك من تتحكم به نفسه وشهوته فيقع فى المحظور ويجرى ويلهث من كثرة حبه وشغفه لجمع المال حتى انه يحاول الحصول عليه بكل الطرق
فنجد المنافق الذى يتخذ الكلام سلعة تباع اٍلى من يدفع أكثر فيمسح ويتمسح حتى يحصل على مايريد
ومنهم من يبيع نفسه من أجل المال فيؤجر نفسه لمن يدفع أكثر ويقوم بأعمال منافية للدين بل ومنافية للعقل فيضرب أو يسلب أو أى شئ من أجل المال
أما من يبيع ويقبض أضعاف الثمن ويعلم جيدا أنه يضر الكثير من المسلمين ولكنه يستمتع بذلك وهو يرى الكثير يلهث وراءه ليحصل على القسط الكافى من المخدر وهذا يؤثر سلبا على اقتصاد الاٍمة الاٍسلاميه ويزيد من اٍقتصاد المصدرين لهذا الوبال علينا
وهنا يجتمع كل من الشهوة للبائع وهى حب المال
والاٍدمان للمتعاطى الذى يبيع كل شئ مقابل الحصول على ماتعود عليه
فهذا النوع من الشهوات أخطر على الناس من الاٍدمان فمن مصلحته أن المريدين يزيدون حتى تزيد حصيلته ويتمتع أكثر ويجمع الكثير والكثير وبهذا تكون الطامة للمسلمين ولشبابهم
ونسى بذلك أنه يبيع شرفه ويبيع نفسه بل ويفرط فى عقيدته الاٍيمانيه
ونسى أيضا أنه يخسر الدنيا والآخرة لأنه يسعى فى الأرض ليفسد فيها
فهو بذلك يقتل الكثير من الشباب الذين يقعون فى المصيدة
فهو لايقتل فرد واحد اٍنما يقتل الكثير والكثير يموتون من المخدرات فمنهم من يسرق ليحصل على المال اللازم ومنهم من يأخذ المال عنوة بواسطة اشهار السلاح فى وجه الآخرين
ومنهم من يأخذ نسبة أعلى من المخدر فيلقى حتفه فى حينه
كل ذلك من أجل المال ليزداد رصيدهم ولايبالوا من أين يأتى المال
وفيهم وفى غيرهم يقول تعالى ((إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
فالشهوة تجلب الوبال على من تتحكم فيه وتوصله الى العقاب الرادع فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم
رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا ( الثانية )
تعالوا معى نتصفح قصة واقعية عن شاب استهوته هذه الشهوة ( حب المال ) فأخذه التيار الى ...
الجمعة 09 فبراير 2007, 6:03 pm
