اللسان
كل مخلوق له القدرة على التعبير
منهم من يعبر عن مايريد بواسطة اٍيماءة مثلا أو يصدر صوتا مميزا
وحبا الله الاٍنسان بأن جعل له أداة للتعبير عن كل مايريد أو يجيش فى صدرة
ألا وهى اللسان
وهذه الاداة عضو من أعضاء الجسم ونعمة من نعم الله تعالى ولا يشعر بقيمتها اٍلا من فقدها ، نعوذ بالله أن نفقد هذه النعمة
ويعتبر اللسان هو العضو الذى يقود باقى الأعضاء الى الجنة أو اٍلى الهلاك والدمار
فاٍذا خرجت الكلمة من الفم من يحاسب عنها ، يحاسب عنها باقى الجسد
ألم تحد ث أمامك ذات مرة مشادة كلاميه بين بعض الأشخاص وعوقب من أخطأ باللكم والضرب حتى تمنى أنه لم يتفوه بكلمة واحدة
أنظر ماذا جلب له طول لسانه الضرب لجميع الجسد ولكن هل أصاب اللسان شئ كلا فهو فى مأمن بعيد عن الاصابات
وقد حذرنا الرسول صل الله عليه وسلم من اللسان
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبى صل الله عليه وسلم قال : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه )) رواه البخارى
فقد خص الرسول الكريم وهم أفصح الناس اللسان وقدمه عن اليد لأن ايذاء اللسان أكثر تأثيرا ووقوعا من اليد
أى أن اٍيذاء اللسان يعم واٍيذاء اليد تخص القريب منها
فمثلا نأتى الى رجل وقف وسب كل الناس دفعة واحدة وقال ماقال بالله عليكم ماذا سيكون مصيره
وأيضا فى أجهزة الاعلام نجد من يتفوه بكلمة واحدة تخرج من فيه يؤذى بها كل من سمعه
وقد أصاب من قال
جراحات السنان لها التئام ...... ولايلتأم ماجرح اللسان
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقل خيرا أو ليصمت )) الصحيحين
فمن الايمان حفظ اللسان من الخطأ فى حق الغير وأن تصمت خيرا من الكلام اٍن كنت ستصيب بهذا المضرب سوء
وسئل عقبة بن عامر رضى الله عنه رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : ماالنجاة يارسول الله قال : (( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكى على خطيئتك ))
نصائح قيمة من رسول الله صل الله عليه وسلم أمسك عليك لسانك
أمسك فى ماهو غير مشروع وغير مباح ومايجلب لك وعليك مالايحمد عقباه
ونسمع من يتوسل لاخيه ويقول ذلة لسان ويحلف بأنه لم يكن قصده ماقاله واٍنه لم يكن يقصد ماصدر عنه من قول
وهناك من أعمال اللسان القبيحة أو المذمومة الكثير التى نهانا عنها معلم الانسانية
فنجد من يذكر الناس بالشر ويخوض فى محاسن هذه ويتعرض الى المفاتن بل ويحيد عن الحق مقابل اجتذاب النظر اليه ،
ويذكر مافعله فلان ولايفوته وضع البهارات اللازمة التى تضيف للحديث التشويق لدى المستمعين
هل يترك هذه الفرصة دون أن يضيف عليها اللمسة الخاصة به ؟
لا ..والف لا... انه حتما ولابد أن يضيف ويجعل الكلمة عشرة
ويكثر من السباب ويقلل من طيب الكلام .
اٍخوانى أنا لاأتحامل على أحد ولكنى أجد من يكيل الكيل ويضيف عليه الكثير محبوب لدى بعض الناس الذين يحبون الخوض فى أعراض الناس .
وان لم يقدر على اضافة شئ فينقل الكلام وينشره فى كل مكان
هل ممكن أن تتصور معى هذا المنظر الرهيب الذى تقشعر منه الأبدان الذى صورة لنا القرآن الكريم
ادع خيالك معى وتعالى ننظر الى هذا الانسان الذى قد شمر عن ساعده ليستقبل الطعام الشهى فيأتى له بجيفة نتنه لاتطيق أن تشم رائحتها من بعد
ولكنه تقدم وانكب عليها يأكل بل ويتلذذ وهو يأكل ويدعوا اليها الأصدقاء
قال تعالى ( ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )
وهنا أيضا صور أخرى للذين يسعون لتدمير الناس بشهادة الزور فيعين على قلب الحقيقة ،
فيحول الباطل الى حق والظالم الى مظلوم
فيدير وجه العداله الى طريق أخر ليضل ويُضل
وهناك الصور الكثيرة التى تعين على الشر وتحث على الشر
أعاذنا الله واياكم أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء
فما الحل هل نمسك عن الكلام نهائيا ولانتكلم مع أحد أم ماذا نفعل ...؟
أخى استعمل نعمة الله التى من الله عليك بها فى العبادة وفى الذكر وفى الدعوة الى الله وفى قراءة القرآن
وفى التسبيح لله سبحانه وتعالى
أنت تعلم جيدا أن الميزان يوم القيامة لابد أن يكون به الحسنات أكثر من السيئات
وهاأنت لديك اللسان الذى يجمع لك الحسنات بكثرة فلما أنت بعيد عن ذكر الله تعالى
يقول تعالى ( وقلت استغفروا ربكم اٍنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) سورة نوح
فعليك بالاستغفار ياأخى تفتح لك الأبواب المغلقه وتزيد من حسناتك فى يوم تبحث فيه عن الحسنة لاتجدها
ولو معك كنوز الأرض
وتلاوة كتاب الله فيه الخير الكثير والصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم فيها الخير الكثير
والكلمة الطيبه صدقه
والدعاء أخى الحبييب
ففى الدعاء القرب من الله تعالى وتيقن من الأجابة اٍن شاء الله
قال تعالى (( واٍذا سألك عبادى عنى فاٍنى قريب أجيب دعوة الداع اٍذا دعان ))
قال رسول الله صل الله عيه وسلم ردا على سؤال معاذ بن جبل (( وهل يكب الناس فى النارعلى وجوههم اٍلا حصاد ألسنتهم ))
وروى فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من يضمن لى مابين لحييه وبين فخديه أضمن له الجنة ))
فأحذر ياأخى من اللسان
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك
اللهم تقبل منا اٍنك أنت السميع العليم
اللهم اٍنا عبادك أبناء عبادك نتوجه اليك رافعين أكف الضراعة اليك
اللهم لاتردنا خائبين اٍنك أنت الغفور الرحيم